Lebanon (961) 76 377 376 | info@advancedbmi.com
كل شىء عن الحصوات المرارية

كل شىء عن الحصوات المرارية

الحصوات المرارية

في كثير من الحالات تكمن الحصوات المرارية داخل المرارة , ويغفل الفرد المصاب بهذه الحصوات المرارية عن الانتباه لوجودها ,  فما هي تعريف الحصوات المرارية ؟ هي عبارة عن مترسبات صلبة داخل المرارة , فالمرارة عضو صغير من أعضاء الجسم يقوم بتخزين العصارة الصفراوية ,ولتعريف العصارة الصفراوية إنها سائل يفرزه الكبد ,وتتكون الحصوات المرارة من عنصري الكوليسترول والملح أو البيليروبين، التي يتم التخلص منها من خلال خلايا الدم الحمراء , وتختلف الحصوات المرارية في الحجم , فمنها من تكون حجمها صغير في حجم حبة الرمل, ومنها الكبير في حجم حبة المشمش.

والسؤال هنا , ما السبب الأساسي في تكوين الحصوات المرارية داخل المرارة؟

المكونات التي تتواجد في السائل الداخلي داخل المرارة من الممكن أن تتبلور وتتصلب حتى تكون الحصوات المرارية ,ووفقاً للمنشورات التي تصدرها منظمة الصحة هارفارد , ان 80% من الحصوات المرارية تتكون من الكوليسترول ,وإن النسبة الباقية  الأخرى 20% تتكون من أملاح الكالسيوم و البيليروبين, وهي التي تعرف باسم الحصوات الصبغية.

أولا: الحصوات الكوليسترولية

وهي الحصوات التي تتطور نتيجة زيادة معدل نسبة الكوليسترول في الصفراء التي يقوم بإفرازها الكبد , فالعصارة الصفراوية تقوم بإذابة الكوليسترول , ولكن إذا قام الكبد بإفراز نسبة عالية من الكوليسترول أكبر من قدرة العصارة الصفراوية على تكسيرها و إذابتها , ففي هذه الحالة  تتكون الحصوات المرارية في المرارة ويتطور حجمها.

ثانياً: البيليروبين:

البيليروبين هي مادة كيمائية تنتج نتيجة تدمير الكبد لخلايا الدم الحمراء البالية , ففي بعض الحالات المرضية للكبد , مثل في حالة اصابة خلايا الكبد بالتليف أو نتيجة الإصابة بأمراض معينة في الدم , ينتج عن ذلك  إنتاج الكبد المزيد من البيليروبين , ولا تستطيع أيضاً العصارة الصفراوية في المرارة إذابة أو تكسير البيليروبين الزائد , مما يتسبب في تكوين الحصوات المرارية الصلبة والتي يطلق عليها الحصوات المصبغة .

 ثالثاً: العصارة الصفراوية المركزة:

تحتاج المرارة على تفريغ الإفرازات الصفراوية ,وذلك من أجل القيام بوظيفتها بشكل صحي وسليم ,فإذا تعثرت المرارة في تفريغ محتوي العصارة الصفراوية , فبالتالي تتركز العصارة الصفراوية بشكل مفرط , وتتشكل الحصوات المرارية.

وهنا نحب أن نوضح أخطار تكوين الحصوات المرارية داخل المرارة ؟

ينتج الجسم الكوليسترول بمعدل طبيعي , ولكن يتم زيادة هذه النسبة عن المعدل الطبيعي نتيجة تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالدهون , والتي تعمل على زيادة معدل الكوليسترول في الدم ,وبالتالي يرتبط النظام الغذائي الغير صحي بتكوين الحصوات المرارية .فهناك مجموعة من عوامل الخطر التي تتسبب في تكوين المرارة  وهي زيادة الوزن , أو فقدان الوزن السريع خلال فترة بسيطة من الوقت , أو أتباع نظام غذائي يشمل على نسبة عالية من الألياف ,أو الإصابة بمرض السكري.

وهناك عوامل فسيولوجية أخري وهي أن تكوني أنثي , أو حامل , أوهناك تاريخ عائلي بالإصابة بالحصوات المرارية ,وجود تليف كبدي ,أو تناول بعض الأدوية لخفض معدل الكوليسترول أو تناول الأدوية التي تحتوي علي نسبة عالية من هرمون الأستروجين ,وأيضاً الأشخاص الذي تتراوح أعمارهم فوق الستون عاماً أكثر عرضة للإصابة بالحصوات المرارية.

وينصح بعدم تناول أي أدوية إلا بعد مناقشة الطبيب الخاص بك ,لتجنب مخاطرها على صحتك.

ويأتي السؤال , ما هي أعراض الإصابة بالحصوات المرارية ؟وفقاً للدراسات التي صدرتها الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي(ACG) , أن لا توجد أعراض واضحة عن الإصابة بالحصوات المرارية , حيث أن 80% من الأشخاص المصابون بالحصوات المرارية لا يعانون من أي ألم على الإطلاق ,وفي هذه الحالة يطلق عليها الحصوات المرارية الصامتة ,ويتم اكتشافها فقط عن إجراء الأشعة السينية أو إجراء عملية جراحية في البطن.

ولكن هناك بعض الأعراض الأكثر شيوعاً في حالة الإصابة بالحصوات المرارية وهي تشمل على الشعور بألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن , وهذا الألم يمتد إلى الظهر و الكتف الأيمن .وتشمل الأعراض الأخرى على , التعرض للحمى , ظهور اصفرار على العينيين والجلد ,الإحساس باليرقان والغثيان والتقيؤ , تغير في لون البراز يشبه لون الطين.

مراحل مرض الإصابة بالمرارة

يطلق على ألم الحصوات المرارية الحاد باسم الإصابة بالمرارة ,وهذا الألم يستمر من ساعة إلى ساعتين متواصلين , حيث أن الحصوات المرارية نفسها لا تتسبب في حدوث أي ألم ,بينما ينشأ الألم نتيجة سد الحصوات المرارية العصارة الصفراوية داخل القناة المرارية.وهذا لا يحدث بين عيشيه وضحاها , فذلك يتطلب المرور على ثلاث مراحل تتسبب في التعرض لمرض لهجوم ألم المرارة الحاد.

ونحب أن نوضح هذه المراحل الثلاثة:

أولاً : تتشكل الحصوات المرارية في المرارة كما أشرنا من قبل , أن لا توجد أي ألآم في هذه المرحلة.

ثانياً : تبدا تجربة الإصابة بألم المرارة , وهي ملاحظة التعرض لبعض الألآم الطفيفة وذلك عند تناول بعض الوجبات عالية الدهون ,مثل الأطعمة المقلية , وهنا تظهر بعض الأعراض مثل ألم في المعدة، والشعور بالتجشؤ، والتعرض للإسهال، والغثيان، وعسر الهضم.

ثالثاً : المرحلة الطارئة , وهي سد الحصوات المرارية للعصارة الصفراوية  داخل القناة المرارية للمرارة, وهنا يطلق عليها هجوم المرارة . وفي هذه الحالة يتم التعرض إلى آلام  شديدة في المعدة أو آلام الظهر، والحمى، والقشعريرة، أو فقدان الشهية.

وفقاً لما نشرته الكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي (ACG): أن مخاطر حصى المرارة الصامتة التي تتطور إلى الإصابة بهجوم المرارة هي نسبة  1% سنوياً / لكل 100 شخص مصاب بالحصوات المرارية الصامتة.

كيف يتم تشخيص الحصوات المرارية:

سيقوم الطبيب بفحص طبي يتضمن فحص كل من العينين والجلد وذلك من أجل ملاحظة الاصفرار الواضح في لون العينين والجلد , والتعرض لعلامات اليرقان , وهذا نتيجة زيادة نسبة البيليروبين في الجسم.

قد تنطوي الفحوصات على استخدام  بعض الاختبارات التشخيصية لرؤية ما بداخل الجسم. وتشمل هذه الاختبارات:

1- التعرض للفحص عن طريق استخدام أشعة الموجات الفوق الصوتية:اختبارات  أشعة الموجات الفوق الصوتية تنتج صوراً عن البطن. وهذا هو الأسلوب المفضل التصوير لتأكيد من بداية الإصابة بمرض الحصوات المرارية.

2-التعرض للفحص عن طريق التصوير بالأشعة المقطعية: وهذا تصوير دقيق لمنطقة الكبد يمتد إلى منطقة البطن.

3-المسح الذري: وهذا مسح هام جداً يستغرق حوالي ساعة كاملة ويحتاج لبعض التجهيزات قبل البدا في عملية المسح الضوئي .وهو أخذ حقنة بها مادة مشعة , تنتشر داخل العروق وتنتقل إلى الكبد والمرارة عن طريق الدورة الدموية , وهي تسلط الضوء علي أي شيء غريب أو انسداد في هذه الأجهزة , ويتم من خلالها التعرف على احجام الحصوات المرارية بدقة فائقة.

4- إجراء تحاليل للدم : قد يتطلب الطبيب القيام ببعض الفحوصات لخلايا الدم وذلك من أجل قياس كمية البيليروبين في الدم. وتساعد هذه الاختبارات  أيضا  على تحديد مدى  كفاءة وظائف الكبد.

كيف يتم معالجة الحصوات المرارية ؟

قد يلجأ الطبيب لاستخدام بعض الإجراءات  لأزاله الحصوات المرارية من أجل تحسين الحالة الصحية  للمريض.

وعلى سبيل المثال:

1– إجراء عملية جراحية:

  وغالبا ما يكون هذا الخيار الأول في حالة تعرض المريض للألآم الحادة .و قد يحتاج الطبيب إلى إجراء استئصال للمرارة بالمنظار، وهي جراحة متعارف عليها وشائعة. وعادة ما تتطلب التخدير العام لإزالة المرارة. ويقوم الجراح عادة بفتح ثلاثة أو أربعة شقوق في البطن, من خلالها يقوم بإدخال جهاز صغير (المنظار ) في واحدة من هذه الشقوق وإزالة المرارة بعناية. ويمكن للمريض الرجوع إلى منزلة في نفس اليوم , وذلك عندما لا يوجد أي مضاعفات بعد العملية.

2- الأدوية:

يمكن اللجوء إلى استخدام العقارات من أجل تذويب الحصوات المرارية الناجمة عن الكوليسترول ,وهذا خيار بديلي في حالة عدم أمكان أجراء عملية جراحية ,وقد تستغرق هذه الأدوية عدة سنوات من أجل القضاء على الحصوات المرارية.

ولكن هل هناك حدوث بعض التغيرات في نمط الحياة نتيجة أزاله المرارة ؟يمكن للإنسان أن يعيش حياة صحية كاملة بدون مرارة, و مع ذلك، قد يكون البراز رخوي أو مائي بعد إزالة المرارة. وقد يحدث الإسهال نتيجة إزالة المرارة  بسبب تحويل مسار العصارة الصفراوية من الكبد مباشرةً إلى الأمعاء الدقيقة , حيث لا توجد مرارة بعد إجراء عملية الاستئصال ,وبالتالي تصبح العصارة الصفراوية أكثر تركيزاً في البراز ,وينجم عن ذلك تلين البراز , والتعرض للإسهال , ولذلك ينصح بتناول وجبات منخفضة الدهون والدسم من أجل إفراز معدل أقل من العصارة الصفراوية .وأيضاً ينصح بالحد من تناول الوجبات عالية الألياف , وجعلها وجبة واحدة فقط يومياً لتجنب التعرض للغازات المعوية ,وينصح بتجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تتسبب في التعرض للإسهال ,على سبيل المثال , المشروبات التي تحتوي على الكافيين , ومنتجات الألبان عالية الدسم , والأطعمة عالية السكريات .ولابد من تناول وجبات صغيرة خلال اليوم والبعد عن تناول الوجبات الكبيرة , وذلك من أجل تسهيل عملية الهضم.

هل يمكن منع تكون الحصوات المرارية ؟

لا يمكن منع تكوين الحصوات المرارية ,ولكن من الممكن من تقليل خطرها , وذلك عن طريق تغير استراتيجيات أسلوب الحياة , وهو أتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ,عدم تخطي وجبات الطعام , شرب كمية كافية من المياه خلال اليوم من أجل الحفاظ على رطوبة الجسم ,وعند الرغبة في إنقاص الوزن , لابد من القيام بذلك ببطء وبشكل تدريجي .لأن فقدان الوزن بشكل سريع يساعد على زيادة خطر التعرض للحصوات المرارية , والتعرض لمشاكل صحية أخرى.

ماذا يمكن توقعه على المدى الطويل للحصوات المرارية بعد علاجها ؟

غالباً أن عمليات أستصال المرارة أو تفتيت الحصوات ناجحة, في معظم الحالات ,ولا يتم تكوين الحصوات المرارية مرة أخرى , ومع ذلك , في حالة عدم أجراء العملية الجراحية والتداوي عن طريق أخذ الأدوية لأذابه الحصى المرارية  ,ففي هذه الحالة من الممكن تكرار عودة تكوين الحصوات المرارية مرة أخرى.

×