Lebanon (961) 76 377 376 | info@advancedbmi.com
جراحات البدانة والمفاهيم الخاطئة

جراحات البدانة والمفاهيم الخاطئة

جراحات البدانة : المفاهيم الخاطئة المتعلقة بعلاج السمنة

انتشرت مؤخراً جراحات البدانة والسمنة في مجتمعاتنا بصورة كبيرة، و بالرغم من ذلك، فإنه لايزال هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة والمغالطات حول أنواع البدانة المختلفة، وهو ما يحبط الكثيرين ويصيبهم بالخوف الشديد من تلك الجراحات، حتى قد يؤدي الى التراجع تماماً عن إجراء الجراحات المماثلة، والخضوع للسمنة المفرطة.

أثبتت التجارب والطب الحديث أن الكثير من المفاهيم المنتشرة هي بالفعل مغلوطة وتتسم بدرجة كبيرة من الجهل والضلال. يساهم نشر الأكاذيب حول جراحات السمنة على إعاقة الكثيرين ممن يعانون من داء السمنة في المضي قدماً وتغيير حياتهم جزرياً والحفاظ على صحتهم، ولذلك فعلينا توضيح أساس تلك المفاهيم وتصحيحها في أذهان عامة الناس وخاصة مرضى السمنة المفرطة.

سوف نتحدث في هذا المقال عن جراحات السمنة المختلفة، والتعرف على جميع ميزاتها ومضاعفاتها بطريقة تتسم بالمزيد من الحيادية دون تحيز، وذلك من أجل تقديم يد المساعدة لأي شخص يعاني من السمنة المفرطة وتشجيعه نحو الإقدام على جراحات البدانة للاستفادة من ميزاتها العديدة واستخدامها كوسيلة فعالة للتخلص من شبح السمنة المفرطة والتمتع بحياة صحية خالية من الأوجاع والآلام المزمنة.

1– مفهوم خاطئ أن جراحات السمنة المفرطة هي وسيلة نهائية للتخلص من الوزن الزائد:

في بعض الأحيان تفشل كل من ممارسة الأنشطة الرياضة وإتباع حمية غذائية منخفضة السعرات في إنقاص الوزن، و في حل مشكلة السمنة المفرطة، وفي تلك الحالات تعتبر جراحات البدانة هي الحل الوحيد الفعال للتخلص من تلك المشكلة بصورة إيجابية، ولكن لابد من الإشارة الى انه ينبغي على مريض السمنة المفرطة الذي خضع لعمليات جراحات البدانة، الاستمرار بنظام غذائي خاص منخفض السعرات الحرارية وأيضا ممارسة بعض التمارين الرياضية بصورة منتظمة، وذلك من اجل ضمان استمرار النتائج الإيجابية والفعالة لعمليات جراحات البدانة والتمتع بوزن صحي وعدم التعرض لمشكلة زيادة الوزن مرة أخرى.

 

2- مفهوم خاطئ “أن جراحات البدانة غير مضمونة ومحفوفة بالكثير من المخاطر”:

في الواقع هذا مفهوم خاطئ عن جراحات البدانة، حيث أن معدلات المخاطرة في جراحات البدانة اقل من معدلات المخاطرة في العديد من العمليات الجراحية الأخرى مثل عمليات جراحة المرارة والمفاصل، وقد اثبت الطب الحديث أن المخاطر التي يسببها العيش مع مرض السمنة المفرطة تفوق بكثير مخاطر عمليات جراحة البدانة، حيث ان البدانة والسمنة المفرطة هما البوابتان الأساسيتان التان تعرضان اصاحبها للكثير من الأمراض المزمنة الخطيرة الأخرى كالإصابة بداء السكري وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم والتعرض المبكر لآلام المفاصل وأيضا الإصابة بأنواع معينة من السراطانات. وبالطبع تعتبر البدانة والمضاعفات الناجمة عنها من ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم.

 

3- مفهوم خاطئ وهو “الاستمرار في المعاناة من مرض السكري بعد الخضوع لعمليات جراحات البدانة”:

قد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن هناك نسبة تصل إلى 78% من مرضى السكري الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين خضوا لجراحات البدانة قد تحسنوا بالفعل وتم شفائهم تماما من مرض السكري بعد الخضوع لتلك الجراحات، وقد تمتعوا بحياة صحية دون اللجوء إلى تعاطي عقاقير مضادة لارتفاع نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى أن هناك نسبة تصل إلى 60% من حالات ارتفاع ضغط الدم قد تم التعافي منها تماما بعد الخضوع لعمليات جراحة البدانة.

 

4- مفهوم خاطئ وهو “سرعة استعادة الوزن بنسبة كبيرة بعد الخضوع لجراحات البدانة”:

قد أوضحت البحوث الطبية أن جراحات البدانة لمرضى السمنة المفرطة قد ساهمت في خفض معدلات أوزانهم بنسبة كبيرة تصل إلى 25% من إجمالي معدل وزن أجسامهم، وهي نسبة كبيرة تفوق معدلات الوزن التي يتم فقدانها من خلال إتباع نظام غذائي منخفض السعرات أو ممارسة الأنشطة الرياضية، ولكن ينبغي على الأشخاص اللذين قرروا اللجوء الى جراحة البدانة كوسيلة للتخلص من شبح السمنة المفرطة الحفاظ على النتائج الايجابية للعملية على المدى الطويل، وذلك من خلال إتباع نظام غذائي جيد وصحي وممارسة الأنشطة الرياضية بصورة منتظمة لعدم اكتساب الوزن من جديد.

 

5- مفهوم خاطئ “أن معظم مرضى السمنة المفرطة الذين خضعوا لعمليات جراحات البدانة قد أصبحوا من مدمني شرب الكحول”:

بالطبع هذا مفهوم خاطئ للغاية ، فالحقيقة أن معظم الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحات البدانة ينبغي عليهم البعد عن تناول الكحول والحذر منها نتيجة ما تسببه من مشاكل صحية تؤثر سلبا على النتائج الايجابية للعملية.

 

6- مفهوم خاطئ “أن البدانة ليست مرض في حد ذاته”:

للأسف، هناك اعتقاد خاطئ سائد بين الكثير من الأشخاص أن البدانة ليست مرض في حد ذاته، وان الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة عليهم فقط خفض معدل الاستهلاك اليومي من الطعام والتوقف عن الكسل، ولكن في الواقع أن البدانة مرض خطير يرتبط الإصابة به بالعديد من المشاكل الصحية الخطيرة الأخرى التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الموت المبكر.

وللعلم، هناك فروق فردية جينية بين شخص وشخص اخر، فهناك أشخاص ذات قابلية لزيادة الوزن وأشخاص آخرون ليس لديهم نفس القابلية، على الرغم من استهلاكهم نفس كمية الطعام وأحيانا أكثر.

7- مفهوم خاطئ “تعرض الكثير من المرضى الذين تم خضوعهم لجراحة البدانة لمشكلة نقص الفيتامينات وسوء التغذية”:

يخضع المرضى بعد إجراء جراحة البدانة الى نظام غذائي صحي متوازن يشمل مجموعة من الفيتامينات والمعادن والبروتينات بصورة متوازنة، كما يتم دعم المرضى بالمكملات الغذائية، وذلك من اجل المساهمة في تعزيز مناعة المريض وحمايته من التعرض لمشكلة سوء التغذية بعد الانتهاء من العملية.

يعتبر الوضع الطبيعي هو عدم تعرض المريض لمضاعفات سوء التغذية ونقص الفيتامينات، حيث يعمل الفريق الطبي على تأمين المريض ودعمه بما يحتاجه بصورة صحية دون التعرض لمشكلة استعادة الوزن مرة أخرى. يتم ذلك من خلال إتباع خطة غذائية يتم وضعها بواسطة طبيب متخصص في التغذية العلاجية وهو من يتابع الحالة المرضية مع الطبيب الجراح قبل وبعد الانتهاء من إجراء العملية وحتى الانتهاء من فترة النقاهة والنجاح في تحقيق الشفاء التام للحالة المرضية.

8- مفهوم خاطئ “أن جراحات البدانة مقتصرة على البالغين فقط”:

هناك سوء فهم أن جراحات البدانة مقتصرة على فئة عمرية فقط وهم البالغين، ولكن قد أوضحت البحوث الطبية أن المراهقين الذين يخضعون لجراحات البدانة يحققون استفادة عظيمة من نتائج تلك العملية وذلك من خلال خفض نسبة كبيرة من معدلات الدهون في الدم، ونجاح جراحات البدانة في خفض أكثر من 30% من إجمالي وزن الجسم.

 

9- مفهوم خاطئ وهو “عدم القدرة على الحمل والإنجاب بعد الخضوع لجراحات البدانة”:

بالطبع، يمكن لجميع النساء اللواتي خضعن لجراحات البدانة، الحمل والإنجاب بعد الخضوع لتلك العمليات الجراحية بأمان تام ودون التعرض لأي نوع من المضاعفات. في الواقع، إن الحقيقة الغائبة عن الكثيرين هي ان البدانة والسمنة المفرطة تؤثران سلبا على إمكانية الحمل نتيجة تأثيرهما السلبي على معدلات الخصوبة لدى النساء، كما تؤثر السمنة المفرطة سلبا على إتمام مراحل الحمل بأمان حيث تسبب في تعرض المرأة الحامل لتسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم وداء السكري وتعرض الجنين للعيوب الخلقية والإجهاض.
ينصح بعد الخضوع لعمليات جراحة البدانة عدم الحمل لفترة زمنية تتراوح ما بين العام والعام ونصف وذلك لان الإجراءات والنظام الغذائي المتبع بعد تلك النوعية من العمليات قد يتعارض مع الحمل والولادة وهذا هو السبب الحقيقي وراء الانتظار، فقط لتستعد الأم لتلك المرحلة بأمان تام.

 

10- مفهوم خاطئ أن “جراحات البدانة، ذات تكاليف باهظة الثمن”:

يبتعد الكثيرون من المرضى الذين يعانون من مشكلة السمنة المفرطة عن فكرة التخطيط للخضوع لعمليات جراحة البدانة نتيجة الخوف من تحمل تكاليف باهظة الثمن، وذلك في حالة عدم وجود غطاء تأميني لذلك النوع من العمليات. هنا يجب دائماً مقارنة تكلفة جراحات البدانة بالتكلفة التي سوف يتم استنفاذها لمعالجة المضاعفات السلبية الناجمة عن مرض السمنة المفرطة على المدى الطويل والتي يصعب التخلص منها ونذكر على سبيل المثال مجموعة من الأمراض المزمنة ذات الصلة بالسمنة المفرطة مثل مرض السكري (نوع 2)، ارتفاع معدل ضغط الدم، ارتفاع معدل الدهون الثلاثية والكولسترول في الدم، التعرض لجلطات المخ والقلب وانسداد الشرايين التاجية، ومشاكل الكلى واحتمالية التعرض لأنواع عديدة من السراطانات.

وقد لاحظ انخفاض تكاليف مريض السمنة المفرطة الطبية بعد خضوعه لعمليات جراحات البدانة بمعدل 40% في اقل من أربعة سنوات، وهذا يعتبر تعويض مادي ملموس عن التكلفة التي تم صرفها على عملية جراحة البدانة نفسها. ونلاحظ أيضاً تحسن حالات داء السكري بعد التخلص من السمنة المفرطة وفي بعض الحالات تم تحقيق الشفاء التام من داء السكري.

وأخيرا، أذا كنت تعاني من السمنة المفرطة وقد فشلت في تحقيق نتائج مرغوب فيها من خلال إتباع حمية غذائية أو ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة التي تساهم في إنقاص الوزن والحد من مشكلة السمنة ، فعليك بعدم التردد في استشارة الطبيب المتخصص من اجل إزالة الغموض عن جراحات البدانة والتعرف على أفضل أنواع جراحات البدانة المناسبة لحالتك المرضية والتي سوف تستطيع من خلالها التخلص من شبح السمنة المفرطة بطريقة فعالة ومؤكدة النتائج وأيضا الاستمتاع بحياة صحية وبمظهر لائق لفترة زمنية طويلة دون إزعاج.

فكما لاحظت في هذا المقال، أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة المضلة حول جراحات البدانة، والتي تتسبب في تردد وقلق الكثير من أصحاب مشكلة السمنة المفرطة في التفكير نحو الخضوع لتلك النوعية من العمليات رغم نتائجها الإيجابية الفعالة على كفاءة صحتهم على المدى الطويل. فلا تتردد في التواصل معنا بمأنه بإمكاننا تقديم المشورة حول هذا الموضوع.

Author Info

Pamela Safi

×